يؤلمني كأي طفل لم يبلغ الستين بعد أن أمي قد
غابت من الوجود وأني لم أعد ذلك الطفل الذي يسكن أحضان أمرأه شاب شعرها لتراني
رجلاً بكل ما أوتيت من حليب وأني منذ أربع
سنين لم أزر بائع الورد ولاحتى صائغ الذهب لأجمع هدية لأمرأة أضاعت صبا العمر لأجلي وأجل أخوتي .. أمي " خديجة " إلى روحك الرحمة .
يصادف اليوم ذكرى معركة الكرامة الباسلة ويأتي شهر آذار مشبعاً بعطر االأرض المكسوة بشجر
الزيتون الأخضر والبرتقال والريحان والياسمين ... يأتي أذار المثقل بالهم الأردني حاملاُ
معه الدفىء والحنان والمحبة فمن دفىء الارض إلى حنان الأم وعشق كرامتنا الوطنية مسافة من الحزن على وطن يستحق البعض فيه الجائزة التى اقترحها (نوبل) والبعض يستحق
(البارود) الذى اخترعه وطن لم نعد نأمن فيه أن يغتالنا ولو خلسة بتهمة " إطالة اللسان " .
مايزيد وجعي يا أمي أننا في الوطن فقدنا رجال من طراز " مشهور حديثة
الجازي " ولم نعد نسمع بعسكر مثل " موفق السلطي " وأن من أمتزجت
دمائهم في يوم الكرامة يا أمي يتناحرون على كرة القدم وأن الدم قد ذهب هباء
بين الكوفية الحمراء وأختها البيضاء .
الأم والوطن حنان لا يعوض و يبدو لي
أحياناً أننا عندما نحب فنحن نبحث في الوجوه الأخرى عن الأم نبحث عن أم أكثر جرأة قادرة
على الذهاب بحبها إلى أقصى الحدود ضاربة عرض الحائط بكل الموانع فأن غاب حنان الأم أتمنى أن لايغيب حنان الوطن
المجد للوطن والرحمة لشهداء معركة
الكرامة والرحمة لكل الأمهات
ماجد المهندس وطني يا أمي
محمد الزواهرة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق